فصل: قال عبد الكريم الخطيب:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال عبد الكريم الخطيب:

قوله تعالى: {لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُول اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثيرًا}.
الأسوة: التأسى، والاقتداء.
والأسوة في الرسول، هي التأسى به في موقفه من أمر ربه، وامتثاله له، وجهاده في سبيل اللّه، وقيامه على رأس المجاهدين.
وفي وصف الأسوة بأنها أسوة حسنة، إشارة إلى أن هناك أسوة سيئة، يقوم على رأسها كبير من كبار المنافقين، يدعو إلى النكوص على الأعقاب والفرار من مواجهة الأحزاب.
والدعوة هنا عامة للمؤمنين أن يتأسوا برسول اللّه- صلوات اللّه وسلامه عليه- وأن يكونوا من ورائه جندا مجاهدين في سبيل اللّه، فذلك هو طريق الخير، والفوز، لا ييسره اللّه، إلا لمن كان يؤمن باللّه ويرجوا ما عنده، من جزاء في الدنيا والآخرة، وكان ذكر اللّه دائما ملء قلبه، حتى يجد من هذا الذكر ما يستحضر به عظمة اللّه، وفضله، وإحسانه، فيصبر على البلاء، ويستخف بالحياة الدنيا في سبيل رضوان اللّه في الآخرة.
قوله تعالى: {وَلَمَّا رَأَ الْمُؤْمنُونَ الْأَحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إلَّا إيمانًا وَتَسْليمًا}.
هذه صورة من صور التأسّى برسول اللّه، يراها الذي ينظر إلى المؤمنين، الذين صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه. فهؤلاء المؤمنون حين رأوا الأحزاب لم يهنوا، ولم يضعفوا، ولم ترهبهم كثرة العدوّ، ولم يفزعهم الموت المطلّ عليهم من كل مكان. فالموت في هذا الموطن هو أمنيتهم التي كانوا يتمنونها على اللّه، ويقدمونها ثمنا لإعزاز دين اللّه، وإعلاء كلمة اللّه. ولهذا فإنهم حين رأوا الأحزاب، رأوا فيهم تحقيق ما وعدهم اللّه ورسوله به، من الابتلاء والبلاء على طريق الجهاد في سبيل اللّه. فالمؤمنون دائما على طريق الجهاد، وعلى توقّع الصّدام مع العدوّ، الذي يتربص بهم وبدينهم، الدوائر وإن المؤمن في مرابطة مستمرة، لحماية دين اللّه، ولدفع ما يرمى به من سوء، وردّ ما يراد به من كيد.
قوله تعالى: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ} يمكن أن يكون من كلام المؤمنين، معطوفا على مقول قولهم: {هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ}.
ويمكن- وهو الأولى عندنا- أن يكون تعقيبا على قولهم، من اللّه سبحانه وتعالى، أو بلسان الوجود الذي إذا سمع قولهم: {هذا ما وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ}!.
نطق بلسان واحد: {وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}.
وقوله تعالى: {وَما زادَهُمْ إلَّا إيمانًا وَتَسْليمًا} فاعل الفعل {زادهم}.
يدلّ عليه الفعل {رأى} أي ما زادهم ما رأوه من الأحزاب وكثرة عددهم وعدتهم، إلا إيمانا باللّه، وتصديقا لوعده، وتسليما بما يقضى به اللّه بينهم وبين عدوّهم.
قوله تعالى: {منَ الْمُؤْمنينَ رجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْه فَمنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمنْهُمْ مَنْ يَنْتَظرُ وَما بَدَّلُوا تَبْديلًا}.
أي من المؤمنين الذين سلموا من النفاق، رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه. إذ ليس كلّ المؤمنين على درجة واحدة في إيمانهم. بل هم درجات في الإيمان، كما أنهم درجات عند اللّه.
وحرف الجرّ {من} هنا للتبعيض. أي من بعض المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا اللّه عليه.
وفي قوله تعالى: {رجال} إشارة إلى أنهم أناس قد كملت رجولتهم، وسلمت لهم إنسانيتهم. فكانوا رجالا حقّا، لم ينتقص من إنسانيتهم شىء. فالكفر، والشرك، والنفاق، وضعف الإيمان، كلّها أمراض خبيثة، تغتال إنسانيّة الإنسان، وتفقده معنى الرجولة فيه. فالرجل كلّ الرجل، هو من تحرّر عقله من الضلال، وصفت روحه من الكدر، وسلم قلبه من الزيغ. ثم لا عليه بعد هذا ألا يمسك بيده شيء من جمال الصورة، أو وفرة المال، أو قوة السلطان.
وفي تنكير {رجال} معنى التفخيم، والتعظيم، كما يقول اللّه تعالى: {يُسَبّحُ لَهُ فيها بالْغُدُوّ وَالْآصال رجالٌ لا تُلْهيهمْ تجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذكْر اللَّه وَإقام الصَّلاة وَإيتاء الزَّكاة يَخافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فيه الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ} (36: 37 النور) وكما يقول سبحانه: {لا تَقُمْ فيه أَبَدًا لَمَسْجدٌ أُسّسَ عَلَى التَّقْوى منْ أَوَّل يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فيه فيه رجالٌ يُحبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحبُّ الْمُطَّهّرينَ} (108 التوبة).
وقوله تعالى: {فَمنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ} النحب: النذر المحكوم بوجوبه، يقال قضى فلان نحبه: أي وفي بنذره، والمراد به انقضاء الأجل.
أي من هؤلاء الرجال من مات، وهو على إيمانه الوثيق باللّه، وفي موقف الجهاد في سبيل اللّه، قد وفى بما نذره اللّه، وعاهد اللّه عليه.
وقوله تعالى: {وَمنْهُمْ مَنْ يَنْتَظرُ} أي من ينتظر قضاء اللّه فيه، موتا، أو استشهادا في ميدان القتال، فهو على ترقب وانتظار لليوم الذي تتاح له فيه الفرصة للوفاء بنذره وعهده.
وفي قوله تعالى: {يَنْتَظرُ} إشارة إلى أن المؤمن الصادق الإيمان، ينتظر لقاء ربّه، وهو في شوق إلى هذا اللقاء، يعدّ له اللحظات، ويستطيل أيام الحياة الدنيا، في طريقه إلى ربه. شأن من ينتظر أمرا محبوبا هو على موعد معه.
وقوله تعالى: {وَما بَدَّلُوا تَبْديلًا}. إشارة إلى أن إيمانهم باللّه، ويقينهم بلقائه لم يزايل مكانه من قلوبهم لحظة، ولم ينحرف عن موضعه أي انحراف. فهم على حال واحدة من أمر ربّهم، ومن الثقة بما وعدهم اللّه على يد رسوله. على حين أن كثيرا ممن كان معهم ممن أسلموا ولم يدخل الإيمان في قلوبهم، قد بدّلوا مواقفهم، وكثرت تحركاتهم بين الإيمان والكفر.
قوله تعالى: {ليَجْزيَ اللَّهُ الصَّادقينَ بصدْقهمْ وَيُعَذّبَ الْمُنافقينَ إنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهمْ إنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحيمًا}.
اللام في قوله تعالى: {ليَجْزيَ اللَّهُ الصَّادقينَ بصدْقهمْ} هي لام العاقبة لقوله تعالى: {وَما بَدَّلُوا تَبْديلًا}. أي أنهم فعلوا ذلك ليجزيهم اللّه بصدقهم في إيمانهم، وبوفائهم بعهودهم. وقد أقيم الظاهر مقام المضمر فجاء النظم القرآنى {ليَجْزيَ اللَّهُ الصَّادقينَ بصدْقهمْ} بدلا من: ليجزيهم اللّه بصدقهم، وذلك للتنويه بهم، ولإلباسهم هذه الصفة التي حققوها في أنفسهم وهى الصدق، فكانوا الصادقين حقا. ولم يذكر القرآن ما يجزيهم اللّه به، إشارة إلى أنه جزاء معروف، وهو الإحسان. فما يجزى المحسنون إلا إحسانا، كما يقول سبحانه: {هَلْ جَزاءُ الْإحْسان إلَّا الْإحْسانُ}.
فهو جزاء لا يحتاج إلى بيان.
وقوله تعالى: {وَيُعَذّبَ الْمُنافقينَ إنْ شاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهمْ إنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحيمًا}. هو الجزاء الذي يلقاه أولئك الذين بدّلوا موقفهم من الإسلام، وهم المنافقون، الذين انحرفوا عن الطريق الذي كانوا عليه.
فالمؤمنون الذين لم يبدّلوا موقفهم، ولم يحيدوا عن طريقهم الذي استقاموا عليه- هؤلاء لهم من جزاء إيمانهم وإحسانهم، ما هم أهل له، من الإحسان والرضوان. والذين بدّلوا، ونافقوا، ولم يصدقوا في إيمانهم باللّه- هؤلاء إما أن يعذّبهم اللّه، إذا هم مضوا على نفاقهم، ولم تدركهم رحمة اللّه، فتخرجهم من هذا النفاق، وتعيدهم إلى الإيمان، وإما أن تنالهم رحمة اللّه، فيتوبوا من قريب، ويدخلوا في المؤمنين الصادقين.
وفي قيد العذاب بالمشيئة الإلهية، إشارة إلى أن مشيئة اللّه في هؤلاء المنافقين الذين كتب عليهم الشقاء والعذاب، هي التي أمسكت بهم على طريق النفاق، وخلّت بينهم وبين ما في قلوبهم من مرض، وأن رحمة اللّه هي التي أدركت بعض هؤلاء المنافقين، وعدلت بهم عن طريق النفاق.
وإذن فليطلب المنافق من هؤلاء المنافقين السلامة لنفسه، وليسع سعيه ليكون ممن يتوب اللّه عليهم. وليعلم أن في هؤلاء المنافقين من هو من أهل العذاب، وأن عليه أن يحذر ما استطاع أن يكون منهم.
ثم ليعلم قبل هذا كله، أن الأمر للّه سبحانه وتعالى، من قبل ومن بعد، وأن المطلوب منه، هو أن يعمل على سلامة نفسه، وأن يطلب الخير لها.
وليس له أن يعلم ما اللّه سبحانه وتعالى قاض فيه! فذلك للّه وحده، لا شريك له فيه.
وفي قوله تعالى: {إنَّ اللَّهَ كانَ غَفُورًا رَحيمًا} إطماع في رحمة اللّه، وفي مغفرته للعصاة والمذنبين، أيّا كان ما هم فيه من ضلال. فرحمة اللّه واسعة، ومغفرته عامة، لمن طمع في رحمته ومغفرته، وعمل على مصالحة ربّه، والتوب إليه. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ في رَسُول اللَّه أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.
بعد توبيخ المنافقين والذين في قلوبهم مرض أقبل الكلام على خطاب المؤمنين في عموم جماعتهم ثناء على ثباتهم وتأسّيهم بالرسول صلى الله عليه وسلم على تفاوت درجاتهم في ذلك الائتساء، فالكلام خبر ولكن اقترانه بحرفي التوكيد في {لقد يومىء إلى تعريض بالتوبيخ للذين لم ينتفعوا بالإسوة الحسنة من المنافقين والذين في قلوبهم مرض فلذلك أتي بالضمير مجملًا ابتداء من قوله لكم} ثم فُصّل بالبدل منه بقوله: {لمن كان يرجو الله واليومَ الآخر وذكر الله كثيرًا} أي: بخلاف لمن لم يكن كأولئك، فاللام في قوله: {لمن كان يرجو الله} توكيد لللام التي في المبدل منه مثل قوله تعالى: {تكون لنا عيدا لأوّلنا وآخرنا} [المائدة: 114]، فمعنى هذه الآية قريبٌ من معنى قوله تعالى في سورة براءة في قصة تبوك: {رَضُوا بأن يكونوا مع الخوالف وطُبع على قلوبهم فهم لا يفقهون لكن الرسول والذين آمنوا معه جاهدوا بأموالهم} [التوبة: 87، 88] الآية.
والإسوة بكسر الهمزة وضمها اسم لما يُؤتَسَى به، أي: يُقتدى به ويُعمل مثل عمله.
وحق الأسوة أن يكون المؤتسى به هو القدوة ولذلك فحرف {في} جاء على أسلوب ما يسمى بالتجريد المفيد للمبالغة إذ يجرد من الموصوف بصفة موصوف مثله ليكون كذاتين، كقول أبي خالد الخارجي:
وفي الرحمان للضعفاء كَاف.
أي الرحمان كاففٍ.
فالأصل: رسولُ الله إسوة، فقيل: في رسول الله إسوة.
وجعل متعلقُ الائتساء ذاتَ الرسول دون وصف خاص ليشمل الائتساء به في أقواله بامتثال أوامره واجتناب ما ينهَى عنه، والائتساءَ بأفعاله من الصبر والشجاعة والثبات.
وقرأ الجمهور {إسوة} بكسر الهمزة.
وقرأ عاصم بضم الهمزة وهما لغتان.
و{لمن كان يرجو الله} بدل من الضمير في {لكم} بدل بعض من كل أو شبه الاشتمال لأن المخاطبين بضمير {لكم} يشتملون على من يرجون الله واليوم الآخر، أو هو بدل مطابق إن كان المراد بضمير {لكم} خصوص المؤمنين، وفي إعادة اللام في البدل تكثير للمعاني المذكورة بكثرة الاحتمالات وكل يأخذ حظه منها.
فالذين ائتسوا بالرسول صلى الله عليه وسلم يومئذ ثبت لهم أنهم ممن يرجون الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرًا.
وفيه تعريض بفريق من الذين صدّهم عن الائتساء به ممن كانوا منافقين أو في قلوبهم مرض من الشك في الدين.
وفي الآية دلالة على فضل الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وأنه الإسوة الحسنة لا محالة ولكن ليس فيها تفصيل وتحديد لمراتب الائتساء والواجب منه والمستحب وتفصيله في أصول الفقه.
واصطلاحُ أهل الأصول على جعل التأسّي لقبًَا لاتّباع الرسول في أعماله التي لم يطالب بها الأمة على وجه التشريع.
وذكر القرطبي عن الخطيب البغدادي أنه روي عن عقبة بن حسان الهَجَري عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر: {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة} قال: في جوع النبي.
{وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ}.
لما ذكرت أقوال المنافقين والذين في قلوبهم مرض المؤذنة بما يداخل قلوبهم من الخوف وقلة الإيمان والشك فيما وعد الله به رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين من النصر ابتداء من قوله: {وإذ يقول المنافقون والذين في قلوبهم مرض} [الأحزاب: 12] قوبلت أقوال أولئك بأقوال المؤمنين حينما نزلت بهم الأحزاب ورأوا كثرتهم وعددهم وكانوا على بصيرة من تفوقهم عليهم في القوة والعدد أضعافًا وعلموا أنهم قد ابتلوا وزلزلوا، كل ذلك لم يُخرْ عزائمهم ولا أدخل عليهم شكًا فيما وعدهم الله من النصر.
وكان الله وعدهم بالنصر غير مرة منها قوله في سورة البقرة {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مَسَّتْهُمُ البأساءُ والضَّراءُ وزُلْزلُوا حتى يقولُ الرسول والذين ءامنوا معه مَتَى نصرُ الله ألا إن نصر الله قريب} [البقرة: 214].
فلما رأى المسلمون الأحزاب وابتُلوا وزُلْزلوا ورأوا مثل الحالة التي وصفت في تلك الآية علموا أنهم منصورون عليهم، وعلموا أن ذلك هو الوعد الذي وعدهم الله بآية سورة البقرة.
وكانت آية البقرة نزلت قبل وقعة الأحزاب بعام، كذا روي عن ابن عباس، وأيضًا فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر المسلمين: أن الأحزاب سائرون إليكم بعد تسع أو عشر، فلما رأى المؤمنون الأحزاب وزُلزلوا راجعهم الثبات الناشىء عن قوة الإيمان وقالوا: {هذا ما وعدنا الله ورسوله} أي: من النظر ومن الإخبار بمسير الأحزاب وصدَّقوا وعد الله إياهم بالنصر وإخبار النبي صلى الله عليه وسلم بمسير الأحزاب، فالإشارة {بهذا} إلى ما شاهدوه من جيوش الأحزاب وإلى ما يتبع ذلك من الشدة والصبر عليها وكل ذلك وعد الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم أخبروا عن صدق الله ورسوله عليه الصلاة والسلام فيما أخبرا به وصدَقوا الله فيما وعدهم من النصر خلافًا لقول المنافقين: {ما وعدنا الله ورسوله إلاّ غرورًا} [الأحزاب: 12] فالوعد راجع إلى الأمرين والصدق كذلك.